مضاعفات الفشل الكلوي ليست مجرد قائمة من الأعراض التي تٌقرأ في تقرير طبي، بل هي عبارة عن شبكة متداخلة من التأثيرات التي تمتد إلى القلب والعظام والدم والجهاز العصبي والنفسي؛ لذا تؤثر هذه المضاعفات على المريض يومًا بيوم. هذه الأعراض التي تظهر عندما تعجز الكليتان عن أداء دورهما في تنقية الدم وضبط توازن الأملاح والسوائل والهرمونات.
في هذا المقال نفتح ملف مضاعفات الفشل الكلوي لنتعرف على أسباب حدوث هذه المشكلة، وأهم الأعراض التي يمكن أن يعاني منها المريض في هذه الحالة، كما سنجيب على بعض الأسئلة مثل: هل مريض الفشل الكلوي يتبول كثيراً؟ وهل غسيل الكلى يضعف القلب؟
أسباب الفشل الكلوي المفاجئ
الفشل الكلوي المفاجئ أو القصور الكلوي الحاد هي الحالة التي تحدث عندما تتوقف الكليتان فجأة عن أداء وظيفتهما في تصفية الدم من السموم والسوائل الزائدة. يمكن أن يحدث الفشل الكلوي المفاجئ نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب منها:
انخفاض تدفق الدم إلى الكلى
والذي يمكن أن يحدث نتيجة أي مما يلي:
- نقص حجم الدم والذي يمكن أن يحدث بسبب نزيف حاد، أو قيء أو إسهال مفرط، أو جفاف شديد.
- مشاكل في القلب مثل قصور القلب الذي يمكن أن يتسبب في قلة كفاءة القلب في ضخ الدم مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الكلى.
- إنتان الدم وهي عدوى خطيرة قد تؤدي إلى التهاب واسع النطاق وانخفاض تدفق الدم.
- قد تؤثر بعض الأدوية مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، ومدرات البول، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، على ضغط الدم وتدفق الدم إلى الكلى.
تلف الكلى المباشر
هذا التلف المباشر يمكن أن يحدث في صورة:
- التهاب كبيبات الكلى وهي وحدات ترشيح الكلى.
- التهاب الأوعية الدموية في الكلى.
- التهاب الكلى أو تسمم الدم يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى بشكل مباشر.
- انحلال الربيدات هذه الحالة تحدث عندما تتحلل أنسجة العضلات، مما يؤدي إلى إطلاق مواد ضارة في مجرى الدم قد تضر بالكلى.
- أمراض المناعة الذاتية التي يمكن أن تؤثر على الكلى.
انسداد المسالك البولية
هذه المشكلة المتمثلة في:
- تكون حصوات الكلى التي يمكن أن تعيق تدفق البول.
- تضخم البروستاتا والذي يمكن أن يسد مجرى البول، وهو الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة.
- الأورام: يمكن أن تُعيق الأورام في الحوض أو المسالك البولية تدفق البول.
- انسداد الحالب: وهما الأنبوبان اللذان ينقلان البول من الكلى إلى المثانة.
ما هي مضاعفات الفشل الكلوي؟
يمكن أن يؤدي الفشل الكلوي المعروف باسم مرض الكلى في مرحلته النهائي، إلى ظهور مضاعفات الفشل الكلوي المتنوعة تشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- تراكم السموم والسوائل
هذه المشكلة التي تعرف أيضًا باسم احتباس السوائل في الجسم والتي تسبب تورم القدمين والكاحلين، وتراكم السوائل حول الرئتين مما يسبب ضيق تنفس. هذه المشكلة تتسبب في زيادة الفضلات في الدم تلك الفضلات التي تؤدي إلى أعراض مثل الغثيان، والقيء، والحكة، والإرهاق الشديد.
- اضطرابات الكهارل والمعادن
هي أحد مضاعفات الفشل الكلوي تظهر هذه الاضطرابات في صورة:
-
- ارتفاع البوتاسيوم في الدم : وهو أخطر المضاعفات لأنه قد يسبب اضطراب نظم القلب مما قد يتسبب في توقفه.
- زيادة الفوسفور ونقص الكالسيوم: مما يضعف العظام ويؤدي إلى كسور مع الوقت.
- زيادة الحموضة في الدم: نتيجة تراكم الأحماض.
- مشكلات في القلب والأوعية الدموية
تتمثل هذه المشكلات في: ارتفاع ضغط الدم المزمن بسبب احتباس السوائل، أو تضخم القلب أو فشل القلب الاحتقاني، او إمكانية الإصابة بالسكتة القلبية أو الجلطة.
- مشكلات في الدم
من مشاكل الدم التي يمكن أن يصاب بها المريض في هذه الحالة: فقر الدم المعروف باسم الأنيميا والذي يحدث بسبب انخفاض إنتاج هرمون الإريثروبويتين من الكلية، كما يمكن أن يصاب المريض أيضًأ بضعف جهاز المناعة، مما يتسبب في زيادة القابلية للعدوى.
- تأثيرات على أجهزة أخرى
يمكن أن تمتد مضاعفات الفشل الكلوي لتصل إلى الجهاز العصبي وهنا سيعاني المريض من أعراض مثل:
تشوش في الرؤية، صداع، تشنجات، أو غيبوبة، يمكن أن يعاني المريض أيضًأ من مشكلات هضمية تتمثل في الغثيان، وفقدان الشهية، وتغيرات في التذوق.
- مشكلات جلدية
تظهر هذه المشكلات في صورة جفاف الجلد، الحكة الشديدة، وتغير لون الجلد وهذه المشكلات يلاحظها الطبيب المختص.
أعرف المزيد عن: نسبة نجاح عملية زراعة الكلى
أعراض توقف عمل الكلى
أعراض توقف عمل الكلى أو الفشل الكلوي الحاد عادة ما تظهر نتيجة تراكم الفضلات والسوائل والاختلالات الكيميائية في الدم، وتشمل ما يلي:
- التعب: الشعور بالتعب أو الضعف غير المعتاد قد يكون علامة مبكرة على مشاكل الكلى.
- التورم: يمكن أن يسبب احتباس السوائل بسبب ضعف وظائف الكلى تورمًا في الساقين والكاحلين والقدمين.
- ضيق التنفس: قد يكون سببه تراكم السوائل في الرئتين أو فقر الدم، والذي قد يكون مرتبطًا بأمراض الكلى.
- تغيرات في التبول: قد يشمل ذلك التبول بشكل أقل أو أكثر من المعتاد، خاصة في الليل. قد يبدو البول أيضًا أغمق أو ذو مظهر رغوي، بذلك نكون قد تعرفنا على لون بول مريض الفشل الكلوي.
- الغثيان والقيء: يمكن أن يؤدي الفشل الكلوي إلى تراكم السموم التي تسبب الغثيان والقيء.
- فقدان الشهية: يمكن أن تؤثر مشاكل الكلى على الشهية وقد تؤدي إلى فقدان الوزن.
- حكة الجلد: يمكن أن تسبب أمراض الكلى حكة وجفافًا في الجلد نتيجة تراكم الفضلات في الجسم.
- تشنجات العضلات: يمكن أن يؤدي اختلال توازن الأملاح بسبب مشاكل الكلى إلى تشنجات عضلية وألم.
- الارتباك وصعوبة النوم: يمكن أن يؤثر الفشل الكلوي المتقدم على وظائف الدماغ ويؤدي إلى الارتباك وصعوبة التركيز أو الأرق.
- طعم معدني في الفم: قد يرتبط الطعم المعدني أو رائحة الفم الكريهة بأمراض الكلى.
- ألم الظهر أو الخاصرة: قد يشير الألم في الظهر أو أسفل البطن إلى مشاكل في الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يساهم مرض الكلى في ارتفاع ضغط الدم أو يكون سببه.
هل غسيل الكلى يضعف القلب؟
نعم، يُمكن أن يُضعف غسيل الكلى القلب خاصة على المدى الطويل، ورغم أن غسيل الكلى يعد علاج منقذ للحياة في حالات الفشل الكلوي، إلا أنه قد يُسبب ضغطًا على الجهاز القلبي الوعائي. وقد يُؤدي هذا الضغط إلى مشاكل قلبية مُختلفة مثل:
- إجهاد القلب والأوعية الدموية: ينطوي غسيل الكلى على تقلبات في مستويات السوائل، وضغط الدم، وتوازن الكهارل، مما قد يُسبب ضغطًا على القلب.
- قصور القلب: قد يُضطر القلب إلى بذل جهد أكبر لتعويض التغيرات التي يُسببها غسيل الكلى، مما يؤدي إلى تضخم البطين الأيسر وفي النهاية إلى فشل القلب.
- اضطرابات نظم القلب: قد تُؤدي التغيرات السريعة في السوائل والكهارل أثناء غسيل الكلى إلى اضطرابات في نظم القلب.
- الموت القلبي المفاجئ: يُصبح مرضى غسيل الكلى أكثر عرضة للموت القلبي المفاجئ، خاصة خلال الأشهر الستة الأولى من العلاج.
- انخفاض تدفق الدم والأكسجين: قد ينخفض تدفق الدم والأكسجين الواصل إلى القلب أثناء غسيل الكلى، مما يزيد من جهده ويؤدي إلى نقص إمداد الدم.
- الآثار طويلة المدى: قد تُؤدي جلسات غسيل الكلى المتكررة إلى التهاب مزمن منخفض الدرجة، مما قد يُسهم في تدهور صحة القلب.
هل مريض الفشل الكلوي يتبول كثيراً؟
مريض الفشل الكلوي تختلف كمية البول لديه حسب المرحلة التي وصل إليها المرض وحسب نوع الفشل، ويمكن توضيح هذه الحالة كالتالي:
- خلال المراحل المبكرة:
قد لا تصفي الكلى الفضلات بكفاءة مما يؤدي إلى زيادة الرغبة في التبول خاصةً ليلًا ويرجع ذلك إلى محاولة الكلى تعويض ضعف قدرتها على تركيز البول.
- خلال المراحل المتأخرة:
مع تقدم الفشل الكلوي قد تضعف قدرة الكلى على إنتاج البول بشدة، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في إنتاج البول، وفي بعض الحالات انعدام إنتاجه تمامًا.
أحدث علاج للفشل الكلوي
توجد العديد من خيارات العلاج الواعدة والتي سوف يتم استخدامها في علاج مشكلة الفشل الكلوي حتى لا يصل المريض إلى مرحلة مضاعفات الفشل الكلوي والتي من بينها:
- أوزمبيك (Semaglutide – GLP-1)
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في يناير 2025 على استخدام أوزمبيك لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني المصابين بمرض كلوي مزمن، حيث لاحظ العلماء أن هذا العلاج يقلل من خطر تفاقم الفشل الكلوي والوفاة القلبية بنحو 24%.
- مزيج فينيرينون + محصر ناقل SGLT2 وراثي
أثبتت التجارب والدراسات أن استخدام هذا المزيج في وقت واحد يعطي نتائج أفضل في خفض نسبة الألبومين في البول مقارنة بكل دواء بمفرده، لدى مرضى السكري الذين يعانون من مرض كلوي مزمن.
- زراعة كلى من خنزير
في فبراير 2025 بدأت أول تجربة معتمدة من FDA لزراعة كلى من خنزير معدل جينيًا في البشر. تم إجراء أول عمليتين ناجحتين بالكلى الخنزيرية ويجرى تتبع الحالات. هذه التقنية المستقبلية قد تكسر حاجز نقص الأعضاء وتغير مستقبل زراعة الكلى.
في الختام مضاعفات الفشل الكلوي كثيرة وخطيرة لكن لا داعي للقلق منها طالما اطلع عليها طبيب مختص مثل دكتور محمد صلاح الدين في مركز دار الكلى العربي، هذا المركز المتميز الذي يوجد به فريق متخصص وخدمات تشخيصية متقدمة وخطط علاج شخصية تهدف للحفاظ على وظائف الكلى وجودة الحياة، ولأن الوقاية أفضل من العلاج لا يجب انتظار الأعراض ويجب المبادرة لسرعة الحجز والكشف معنا على الرقم التالي (01220797979).
أقرأ المزيد عن: