هل عملية زراعة الكلى خطيرة؟ هذا السؤال هو أحد الأسئلة الكثيرة التي تتبادر إلى ذهن كل المرضى الذين يواجهون خيار الزراعة كحل لعلاج مشكلة الفشل الكلوي، فرغم أن العملية تعد من أكثر الجراحات نجاحًا في الطب الحديث، إلا أنها لا تخلو من التحديات والمخاطر المحتملة.
في هذا المقال نكشف الحقيقة الكاملة حول مدى خطورة عملية زراعة الكلى، ونوضح أهم البدائل الآمنة والأقل خطورة والتي يفضلها البعض بدلًا من جراحة زراعة الكلى.
ما هي المخاطر المحتملة لعملية زراعة الكلى؟
قبل أن يجيبنا دكتور محمد صلاح الدين عن سؤال هل عملية زراعة الكلى خطيرة؟ يوضح لنا الدكتور أولًا المخاطر المرتبطة بعملية زراعة الكلى. مع أي عملية جراحية توجد إمكانية لحدوث بعض المشاكل أو المخاطر. فيما يلي قائمة بالمخاطر المرتبطة بجراحة زراعة الكلى.
- خطر رفض العضو المزروع.
- خطر الإصابة بالعدوى بسبب تناول الأدوية المثبطة للمناعة.
- خطر الإصابة ببعض الأمراض أو المشاكل الصحية الناتجة عن تثبيط المناعة مثل الإصابة بأي مما يلي: التهاب الكبد الوبائي ب أو فيروسات أخرى، أو الاصابة بالسرطان.
- احتمالية الحاجة لنقل الدم بسبب فقدان الدم في غرفة العمليات وما يرتبط به من خطر انتقال الأمراض المعدية من المتبرع بالدم، وعلى الرغم من أنه يتم فحص المتبرعين بالدم بعناية فائقة، إلا أن هناك حالات نادرة يكون فيها المرض غير قابل للكشف وقد ينتقل إلى المتلقي.
- كما هو الحال مع أي عملية جراحية كبرى هناك خطر حدوث نزيف أثناء عملية الزراعة أو بعدها.
- يوجد خطر إصابة الحالب خلال هذه العملية مما يؤدي إلى تسرب البول، كما أن هناك خطر لانسداد الحالب مما قد يؤثر على وظائف الكلى.
- يمكن أن يكون هناك خطر الإصابة بجلطات دموية في الأوعية الدموية المتصلة بالكلية، والتي تؤثر على تدفق الدم من وإلى الكلية المزروعة.
احتمالية حدوث العدوى بعد العملية
قبل أن نتعرف على إجابة سؤال هل عملية زراعة الكلى خطيرة؟ دعونا أولًا نتعرف على إمكانية حدوث العدوى بعد العملية. تشكل العدوى مصدر قلق كبير لدى المرضى بعد عملية زراعة الكلى، وذلك بسبب تناول الأدوية المثبطة للمناعة والتي تمنع من رفض الكلية الجديدة المزروعة.
وعلى الرغم من أن معظم أنواع العدوى قابلة للعلاج بالمضادات الحيوية، إلا أنها تشكل عامل خطر يصاحبه ظهور مضاعفات أخرى قد تنتهي بالوفاة خاصة في الأشهر الأولى بعد الزراعة.
لذا يعد فهم أنواع العدوى وعوامل الخطر والإجراءات الوقائية أمرًا بالغ الأهمية لمتلقي زراعة الكلى. أنواع العدوى التي تصيب المريض في هذه الحالة تكون كالتالي:
- العدوى المبكرة: والتي تحدث خلال الشهر الأول من عملية الزراعة، مثال عليها حدوث التهابات في الجروح أو التهابات المسالك البولية.
- عدوى منتصف الدورة الشهرية: تحدث هذه العدوى بين شهر وستة أشهر بعد الزراعة مثال عليها عدوى انتهازية مثل الفيروس المضخم للخلايا (CMV).
- العدوى المتأخرة: تحدث بعد ستة أشهر أو أكثر من الزراعة، وهي تشبه العدوى التي يصاب بها عامة الناس.
رفض الجسم للكلية المزروعة: ما مدى الخطورة؟
إجابة على سؤال هل عملية زراعة الكلى خطيرة؟ يجيبنا دكتور محمد صلاح الدين أن هذه العملية تعد من العمليات الدقيقة التي يجب فيها أخذ العديد من الاحتياطات، كما يجب أن يلتزم بعدها المريض بالتعليمات والإرشادات حتى لا تكون خطيرة ولا تسبب له أي مضاعفات.
أما بالنسبة لمدى خطورة رفض الجسم للكلية المزروعة فهي حالة عادة ما تكون خطيرة إذا لم تعالج بشكل صحيح، وتنقسم حالات تعرض الكلية للرفض من الجسم إلى 3 حالات وهي:
- الرفض الحاد: تحدث هذه الحالة بعد فترة وجيزة من عملية الزراعة، وغالبًا ما يكون الرفض فيها قابلًا للعلاج بتعديلات دوائية خاصة، على الرغم من أن هذا الرفض قد يسبب ضررًا، إلا أنه لا يؤدي دائمًا إلى فشل في العضو المزروع.
- الرفض المزمن: يتطور هذا الرفض تدريجيًأ مع مرور الوقت وقد يكون من الصعب إدارته، لأنه قد يؤدي إلى تلف كلوي طويل الأمد وفشل كلوي في نهاية المطاف.
- فشل عضوي: يمكن أن يؤدي الرفض غير المُعالج إلى فشل الكلية المزروعة، مما يتطلب العودة إلى غسيل الكلى أو الخضوع مرة أخرى لعملية زراعة الكلى.
أقرأ المويد عن: مدة عملية زراعة الكلى
الفرق بين الخطورة في حالة المتبرع والمتلقي
الفرق في الخطورة بين المتبرع والمتلقي في عملية زراعة الكلى كبيرة، وذلك لأن كل طرف منهم يمر بتجربة طبية مختلفة تمامًا من حيث الهدف والمخاطر. هذه الفروقات يمكن توضيحها كالتالي:
مخاطر خاصة بالمتلقي
- مخاطر جراحية: كما هو الحال مع أي عملية جراحية كبرى، يواجه المتلقي مخاطر مثل العدوى، وحدوث جلطات دموية، وردود فعل تحسسية تجاه التخدير.
- الرفض: يمكن أن يتعرف جهاز المناعة لدى المتلقي على الكلية الجديدة على أنها جسم غريب ويهاجمها وتسمى هذه الحالة برفض العضو المزروع.
- تأخر وظيفة الكلية الجديدة: قد لا تبدأ الكلية المزروعة جديدًا بالعمل فورًا بعد الزراعة، مما يتطلب خضوع المريض لعملية الغسيل الكلوي المؤقت، وهذا الأمر شائع لدى المتبرعين المتوفين.
- الالتهابات: تُضعف الأدوية المثبطة للمناعة جهاز المناعة، مما يجعل المتلقي أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات.
- فشل الكلية: حتى مع نجاح عملية الزراعة قد تفشل الكلية مع مرور الوقت، مما يتطلب عملية زراعة أخرى أو غسيل كلوي.
مخاطر خاصة بالمتبرع
- مخاطر جراحية: يخضع المتبرعين الأحياء لعملية لإزالة الكلية السليمة، هذه العملية يمكن أن يصاحبها حدوث مضاعفات مثل: العدوى، وجلطات الدم.
- مشاكل صحية تظهر على المتبرع على المدى الطويل: في حين أن المخاطر على المدى الطويل منخفضة بشكل عام، إلى أن بعض الدراسات تشير إلى إمكانية الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى المتبرعين الأكبر سنًا.
بذلك نكون قد تعرفنا على إجابة سؤال هل عملية زراعة الكلى خطيرة؟ وعرفنا أيضًأ المخاطر الخاصة بالمتبرع والمتلقي في حالة عملية زراعة الكلى.
هل يغسل المريض بعد زراعة الكلى؟
في أغلب الحالات لا يحتاج المريض للغسيل الكلوي بعد خضوعه لعملية زراعة الكلى خاصة عند نجاح عملية الزراعة؛ لأن الكلية الجديدة هنا تبدأ في العمل بشكل طبيعي، مما يمكن المريض من الاستغناء تمامًا عن جلسات الغسيل الكلوي.
لكن في بعض الحالات يمكن أن يحتاج المريض إلى الخضوع للغسيل الكلوي بصورة مؤقتة حتى تبدأ الكلية الجديدة بالعمل بشكل سليم. غالبًا ما ترجع هذه الحاجة المؤقتة لغسيل الكلى إلى تأخر عمل الكلية الجديدة كما يمكن أن يحتاج المريض للغسسل الكلوي بصورة مؤقتة في هذه الحالة إذا حدثت له مضاعفات مثل:
- رفض مناعي مؤقت.
- جفاف أو انخفاض ضغط الدم.
- تجمع السوائل أو حدوث اضطراب في الأملاح.
في هذه الحالات يلجأ المريض للغسيل بشكل مؤقت حتى تستقر وظائف الكلية.
البدائل لزراعة الكلى: هل هي أقل خطورة؟
بعد أن قدمنا الجواب المفصل عن سؤال هل عملية زراعة الكلى خطيرة ؟ لنتعرف على البدائل الأخرى الأقل خطورة وهي:
- الغسيل الكلوي: يوجد منه نوعين هما:
- غسيل الكلى الدموي: هنا يتم استخدام جهاز غسيل الكلى الخارجي لتصفية الفضلات من دم المريض، حيث يتم سحب الدم من المريض، وتمريره عبر الجهاز، ثم إعادته إلى الجسم مرة أخرة بعد تنظيفه.
- غسيل الكلى البريتوني: هنا يتم استخدام محلول لطرد الفضلات من جسم المريض عبر قسطرة تُوضع في بطنه، يُترك المحلول في البطن لعدة ساعات قبل تصريفه. وتكرر هذه العملية عدة مرات يوميًا أثناء الليل.
- العلاج التحفظي
يركز هذا الخيار على تقليل الأعراض التي يعاني منها المريض عن طريق تحسين جودة الحياة بدون اللجوء إلى أي تدخلات كبرى، هذا الخيار يستخدم غالبًا مع كبار السن أو مع المرضى الذين لا يتحملون الجراحة.
بالنسبة للخطورة الجراحية فهذه العلاجات لا تشكل أي خطورة جراحية؛ لأنه لا يتم فيها الخضوع لأي إجراء جراحي طبي، أما بالنسبة لوجودتها وتأثيرها على حياة المريض فهي لا تقارن بزراعة الكلى؛ لأن عملية زراعة الكلى تجعل المريض يستعيد حياته الطبيعية تدريجيًا أما الخيارات أو البدائل الأخرى التي ذكرناها لا تقوم بذلك.
في الختام وبعد أن وضح لنا دكتور محمد صلاح الدين إجابة سؤال هل عملية زراعة الكلى خطيرة؟ وعرفنا أنها عملية دقيقة تحتاج إلى طبيب ماهر ومركز محترم يتوفر به كافة وسائل العناية الطبية اللازمة قبل وبعد العملية.
بالاضافة إلى مريض ملتزم ندعو المرضى في مركز دار الكلى العربي إلى عدم القلق من هذه العملية طالما توفرت هذه الشروط. للتواصل معنا في مركز دار الكلى العربي، ولمعرفة تفاصيل أكثر عن الخدمات التي يقدمها المركز يرجى الاتصال على الرقم التالي (01220797979).
أعرف المزيد عن: تكلفة عملية زراعة الكلى